جمع الأحزمة ومساعدة الشباب – تعرف على بطل العالم في المواي تاي يوسف أسويق قبل نزاله الأول في بطولة “ون”
لقد كرّس يوسف أسويق حياته للفنون القتالية ومساعدة الجيل القادم.
النجم المغربي-الدنماركي – الذي يخوض نزاله الأول في بطولة “ون” أمام المنافس السابق على بطولة عالم سينساموت كلينمي خلال عرض ONE Fight Night 25: Nicolas vs. Eersel II في العاصمة التايلاندية بانكوك – قد جمع بين مسيرته الرائعة في المواي تاي والعمل الاجتماعي لمساعدة الشباب في كوبنهاغن.
ليس من السهل التوفيق بين دورين متطلبين في الحياة، لكن أسويق نجح بفضل تفانيه في تحقيق كلا هدفيه.
قبل أن يخوض حامل لقب المجلس العالمي للمواي تاي (WMC) نزاله الأول في المنظمة فجر السبت في 5 تشرين الأول/أكتوبر، اكتشف كيف وفّق أسويق بين أكبر مصادر شغفه ليحدث تأثيراً إيجابياً في العالم.
“كان عليك أن ترفع يديك”
وُلد أسويق ونشأ في منطقة نوردفيست بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن مع والديه وأختين.
وعلى الرغم من أنها كانت واحدة من المناطق الأكثر حرماناً في المدينة في ذلك الوقت، إلا أنّ الشاب، البالغ من العمر 29 عاماً، استمتع بطفولة سعيدة مع عائلة محبة.
كان من السهل أن يسلك أي شخص طريقاً خاطئاً – وأسويق نفسه يعترف بأخطائه – وقد شهد الشاب على ذهاب أشخاص عديدين من حوله في اتجاهات سيئة.
وقال أسويق لموقع onefc.com:
“طفولتي كانت مليئة بالأحداث. كان عليك أن ترفع يديك.
“كان لدي الكثير من الأصدقاء. بعضهم أصبح مجرمين وبعضهم تعلّموا وبعضهم اتجهوا نحو ممارسة الرياضة”.
إيجاد الاتجاه الصحيح
في بداية سنوات المراهقة، كاد أسويق أن يتّجه في طريق خاطئ إذ واجه في تلك الفترة مشاكل عديدة في شوارع المنطقة. لكن الشاب كان دوماً رياضياً، وهو الأمر الذي أنقذه.
والده دفعه نحو الفنون القتالية وقد تدرّب أسويق التايكوندو على فترة قبل أن يكتشف المواي تاي في المغرب وقد اقتنع بأن يضع طاقته في تعلّم الرياضة وإتقانها.
“والدي ساندني منذ اليوم الأول. أراد أن أكون مقاتل مواي تاي. دفعني لتدرب التايكوندو لمدة ثلاث سنوات ونصف.
“كنت أرغب في لعب كرة القدم ولكنه لم يكُن سعيداً بذلك لأنه يحب الرياضات القتالية. مارست كرة القدم وكرة اليد، ولكن في سنّ الـ15، بذلت كل ما لدي في المواي تاي. بدأت هناك.
“عندما بدأت تدرّب المواي تاي، قلت لنفسي إنّ هذه الرياضة مذهلة وأردت أن أكون بطلاً وبذلت كل ما لديّ”.
الجمع بين رغباته المختلفة
في بداية الأمر، كان من الصعب أن يجد أسويق التوازن بين المواي تاي وحياته.
بعد زواجه الأول، عمل أسويق في مجالات عدة كي يؤمّن حاجاته اليومية إلى جانب القتال، ولكنه لم يقتنع بالعمل في المكاتب أو المتاجر الكبرى.
في وقت كان يعمل فيه بدوام كامل وينتظر مولوده الأول ويستعدّ لخوض نزالات، التحق بالجامعة لدراسة العمل الاجتماعي على أمل دعم الشباب المحلي في منطقته.
يتذكّر أسويق مدى صعوبة التعامل مع جميع التزاماته – لكنه لم يتراجع أبداً:
“أعتقد أنّ أصعب فتراتي على الإطلاق كانت خلال عام 2017. في تلك الفترة، عملت في شركة بدوام يمتدّ لـ40 ساعة في الأسبوع. كانت فترة صعبة. ابني وُلد قبل 10 أيام من موعد نزالي على بطولة العالم في الرابطة الدولية لرياضة الكاراتيه (ISKA). كان عليّ الذهاب إلى الجامعة والعمل لسداد الفواتير، وكان لدي طفل حديث الولادة، وخضت معركة كبيرة ضد مقاتل إسباني.
“كان الأمر قاسياً للغاية. كان الأمر صعباً عليّ ولكنني لم أستسلم. قلت لنفسي إنه يجب عليّ أن أقوم بذلك. فزت وأصبحت بطل الرابطة الدولية لرياضة الكاراتيه (ISKA).
“كان الأمر صعباً ولكنه كان جيداً في الوقت نفسه لأنني أكملت طريقي واتبعت قلبي”.
اليوم، يدير أسويق نادٍ رياضي وشركة خاصتين حيث يستخدم خبراته في الحياة وإنجازاته في عالم الفنون القتالية كي يؤثر بشكل إيجابي على الشباب.
عمله المتواصل لا يترك له وقتاً لفعل أي شيء آخر: فهو إما يتدرب ويستعد لخوض النزالات أو يساعد الشباب على الانتصار بمعاركهم الخاصة.
وقال:
“لدي نادٍ رياضي في الدنمارك ولدي شركة Komeback وإسمها يعود إلى أحداث حصلت خلال أحد نزالاتي حيث تم إسقاطي في الجولة الأولى ولكنني استمريت في التقدم إلى الأمام والقتال حتى انتصرت.
“لدي شراكات مع الحكومة [الدنماركية] لمساعدة الأطفال من خلال العمل الاجتماعي. أنا أحد المالكين، وعندما أكون في منزلي بالدنمارك، أعمل مع الشباب بهدف توجيههم إلى طريق صالح وإلهامهم وإنذارهم ضد سلوك الطريق السهل في الحياة وعدم اختيار طريق الجريمة”.
“لا يمكنكم الإختباء”
لم يتضاءل نجاح أسويك في الفنون القتالي بسبب مشاريعه الأخرى.
النجم المغربي-الدنماركي حصد ألقاباً محلية وأوروبية وعالمية على صعيد الناشئين منذ أن احترف المواي تاي عام 2014.
ثم أحرز أحزمة ذهبية على مستوى احترافي منها حزام الرابطة الدولية لرياضة الكاراتيه (ISKA) وبطولة المواي تاي في المجلس العالمي للمواي تاي (WMC)، محققاً انتصارات على نخبة من المقاتلين.
حامل اللقب الحالي في في المجلس العالمي للمواي تاي (WMC)، الذي لم يخسر على مدى ست سنوات حقق خلالها تسعة انتصارات متتالية، جاهز لإظهار مهاراته في أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم حيث يؤمن بأنه قادر على بلوغ القمة.
يواجه أسويق اختباراً صعباً في نزاله الأول في بطولة “ون” يتمثل بنزال مواي تاي ضمن فئة الوزن الخفيف أمام المنافس السابق على حزام الفئة الوزنية سينساموت إلا أنّ المغربي، الذي يعيش في الدنمارك، واثق بقدرته على إثبات نفسه في المنظمة.
“سينساموت منافس صعب. أعتقد أنني سأتعامل معه بشكل جيد لأنني قوي.
“أتطلع لأن أكون جزءاً من هذه المنظمة. أريد أن أواجه [سينساموت] وأسماءً كبيرة أخرى هنا. لا يمكنهم الإختباء”.