نشأة زهير القحطاني القاسية أعدته للنجومية في الملاكمة: “أرفض أن أُهزم”
اضطرّ زهير القحطاني، الملقّب بـ”المحارب العربي”، أن يقاتل منذ صغره، ولكن هذه المكافحة هي التي صنعت منه الرجل الذي هو عليه الآن.
بفضل الخبرة التي أٌسس عليه، أصبح القحطاني الآن ملاكماً محترفاً غير مهزوم، ومن المقرر أن يخوض أكبر نزال في مسيرته ضد الأيقونة الجزائرية مهدي زعتوت في “ون 166: قطر“.
“
يريد “المحارب العربي” أن يُظهر أن القوة تنبع من المعاناة، في ظهوره الأول ضمن البطاقة الرائدة في صالة لوسيل الرياضية يوم الجمعة، 1 آذار/مارس.
قبل نزال القحطاني ضد مهدي زعتوت عن فئة الوزن غير المقيّد (66.67 كغ)، اكتشف كيف أدى انتقاله من وطنه إلى سلسلة الأحداث التي قادته في النهاية إلى أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم.
انتقال “صعب للغاية” إلى المملكة المتحدة
نشأ القحطاني وإخوته الخمسة على يد والديهم في جدة، ثاني أكبر مدينة في المملكة العربية السعودية. لقد استمتع بالحياة في وطنه، لكن انتقاله إلى العاصمة الإنجليزية لندن غيّر حياته بشكل كبير.
وبدلاً من الحياة المريحة التي عاشها في جدة، كان الشاب يكافح باستمرار للصمود.
وقال لموقع onefc.com:
“بدأ كل شيء عندما كان عمري 12 عاماً. انتقلت من جدة إلى لندن من أجل دراستي. الحياة في المدرسة في لندن كانت صعبة للغاية. لقد كانت بيئة قاسية للغاية.
“عندما أتحدث عن الاضطرار إلى القتال، فأنا أتحدث عن جانب الحياة بأكمله. كان النضال وتعلم لغة جديدة بمثابة معركة بحد ذاته. القدرة على فهم الناس كانت معركة. العيش في بيئة جديدة كان بمثابة معركة”.
على الرغم من تلك الصعوبات، ينظر القحطاني الآن إلى الصعوبات التي عاشها باعتبارها الفترة الأكثر بناءً لشخصيته في حياته – خاصة بالنسبة لعقليته.
هو شرح:
“مع مرور الوقت، ساعدني ذلك في بناء درع، جدار منيع. أنا لا أتقبل الرفض، وأرفض أن أُهزم في أي شيء، وأدفع باستمرار نحو النجاح”.
ضرب المتنمرين
سرعان ما أصبحت المعارك المجازية معارك فعلية على الأرض، عندما حاول القحطاني شق طريقه عبر الحياة في لندن. كوافد جديد، تعرض للتخويف من قبل الفتية الآخرين، لكنه لم يسمح لنفسه بأن يكون ضحية.
ولحسن الحظ، كان أخوه الأكبر مقاتلاً شغوفاً، وكان يشارك خبرته مع أخيه الأصغر مما سمح لقحطاني بالدافع عنه بنفسه.
قال “المحارب العربي”:
“لم أتعرض مطلقاً للتنمّر في المملكة العربية السعودية، لكن عندما أتيت إلى لندن، تعرضت للتنمر ومشاكل أخرى.”
“لحسن الحظ، قبل أن أذهب إلى المدرسة، علمني أخي الأكبر قواعد الملاكمة الأساسية في المنزل، مثل اللكمة المستقيمة بكلتا اليدين. كنت أعرف القليل. كان علي أن أدافع عن نفسي. وفي نهاية المطاف، بدأت في الدخول في المشاجرات”.
أخذها إلى النادي الرياضي
على الرغم من أنها كانت معركة دفاع عن النفس بالنسبة للقحطاني، إلا أن والدته لم تكن تريده أن يقاتل في الشوارع، وعندما حدث ذلك بشكل متكرر، اعتقدت أنه سيكون من المفيد له توجيه طاقته إلى مكان آخر.
لذلك، طلبت من ابنها الأكبر أن يأخذ “المحارب العربي” إلى النادي الرياضي المناسب للملاكمة من أجل إبعاده عن المشاكل – وكان الشاب مفتوناً منذ حصّة الأولى”.
يتذكر الشاب البالغ من العمر 34 عاماً:
“ازدادت المشاجرات، وأصبحت أكثر مما ينبغي. ثم طلبت والدتي من أخي أن يأخذني إلى ناد رياضي خاص بالملاكمة.
“عندما أخذني إلى هناك، أتذكر أنني تمسكت به. كان الناس يقاتلون بالفعل، وكان هناك أناس يصفقون. كان الأمر مثل المصارعين في الكولوسيوم. لقد استمتعت به، وتمسكت به منذ ذلك الحين”.
في حين أن العديد من الآباء قد يشعرون بالقلق حيال ممارسة أولادهم الرياضات القتالية الصعبة، إلا أن والدة القحطاني أدركت أن ذلك الخيار الأفضل.
لذا، فقد دعمت ابنها طوال الطريق – بدءاً من دفعه عبر الباب في يومه الأول وصولاً إلى مستواه الآن كمحترف بسجل قتال نظيف (9-0).
وفي معرض تأمله لهذا الدعم المتواصل، قال القحطاني:
“والدتي تعرف أنني أحب الملاكمة. لقد كانت تحفزني وتشجعني دائماً، وكلما كنت أشعر بالتعب والإرهاق، كانت تقول لي استمر فالأشياء الجيّدة لا تأتي بسهولة”.
رائد للملاكمة في المملكة العربية السعودية
والدة القحطاني كانت على حق. لم تكن مهنة الملاكمة سهلة، لكنها كانت مجزية.
بعد وصول سجله القتال كهاوٍ إلى 50-5، أصبح “المحارب العربي” أول ملاكم محترف في بلاده عندما دخل صفوف الملاكمين المدفوع الأجر في عام 2017.
بينما صقل مهاراته في لندن، كانت المملكة العربية السعودية دائماً موطنه، ويأمل أن تؤدي رحلته الفريدة في هذه الرياضة إلى مزيد من التطوير على مستوى القاعدة الشعبية في المنطقة:
“إذا كان بإمكاني تعريف المملكة العربية السعودية بالنسبة لك، فهي أمي. مهما ابتعدت فالقلب يرغب بالعودة إلى الأم دائماً. سأعود إلى المملكة العربية السعودية بعد هذا النزال، حيث أتطلع إلى إقامة معسكرات قتالية كاملة”.
“لقد تغيرت السعودية، وأحدثت ثورة في نفسها. لقد نمت الملاكمة هناك. خطتي المستقبلية هي إقامة معسكر تدريبي كامل في الشرق الأوسط. لقد تغير الزمن الآن، وهي تجربة سريالية تتحقق أمامي. أنا ذاهب إلى موطني”.
إن القدرة على المنافسة في منظمة عالمية مثل بطولة “ون” – وفي عرضٍ ضخم مثل “ون 166: قطر” – يعد بمثابة تحفيز كبيرة لرؤية القحطاني طويلة المدى.
القحطاني يعلم أنه قادر على الوصول إلى جمهور أوسع من أي وقت مضى في أول ظهور له، ويعتقد أنه سيكون بداية لشيء أكبر.
أضاف:
“إن توقيع عقد مع “ون” كان مثل حلم يتحقق. كوني جزءاً من “ون” يمكن أن يُحدث تغيير جذري في حياتي كلها، ومستقبلي بأكمله. يمكن أن يقربني من الأهداف التي يجب تحقيقها. ستكون هذه المعركة مجرد البداية، ونقطة انطلاق لشيء أكبر”.
“حلمي النهائي هو تحقيق لقب عالمي وتمثيل الشرق الأوسط على الحلبة العالمية”.
1 آذار/مارس | ون 166: قطر | 3:30 بعد الظهر بتوقيت قطر