رحلة نجم الفنون القتالية المختلطة التركي خليل أمير من طفولة قاسية إلى بطولة “ون”
يعود نجم الفنون القتالية المختلطة خليل أمير إلى حلبة بطولة “ون” في نزالٍ مرتقب فجر السبت في 21 نيسان/أبريل.
سيواجه البطل البالغ من العمر 28 عاماً زميله الذي لم يهزم موريس أبيفي في عرض ONE Fight Night 9 مباشرة من حلبة ملعب “لومبيني” للملاكمة في العاصمة التايلاندية بانكوك.
بعد إنهائه محبوب الجماهير، تيموفي ناستيوخين، في أوّل ظهور له في بطولة “ون” في أيلول/سبتمبر الماضي، وصل أمير إلى المرتبة الرابعة في تصنيفات فئة الوزن الخفيف ولديه كل ما يخوّله للمنافسة على لقب بطولة العالم.
وبطبيعة الحال، يرغب المعجبون بمعرفة المزيد عن النجم الصاعد ورحلته وصولاً إلى أكبر منظمة فنون قتالية في العالم.
القتال منذ سن مبكرة
أمضى اللاعب من الأصول التركية طفولته مع عائلته في قيرغيزستان. وبالعودة إلى تلك الفترة، يستذكر أمير طفولة قاسية مليئة بالمشاكل والعراك.
وعندها، شعر وكأنه أمر عادي.
قال أمير لموقع onefc.com:
نعم، كنت عادة أتجادل وأقاتل وكنت أقع في الكثير من المشاكل. كنت دائما أتجادل مع الناس، ولا أعرف لماذا. كانت [المشاكل] تجدني دائماً في كل مكان.
“وهذا ما يحدث في فترة الشباب. تجادل الناس وتقاتل. حدث ذلك كثيراً في وقت المدرسة، في مرحلة الثانوية. كان شيئاً عادياً. يبدو الأمر مختلفاً بعض الشيء بالنسبة للبعض. قد يبدو غريباً، لكنه عادي في مكاننا”.
كان يبحث عن مكان لتفريغ هذه الطاقة الزائدة، لذا بدأ في التايكواندو في سن الثامنة قبل أن ينتقل إلى الملاكمة في سن الرابعة عشر. ولكن ذلك لم يمنعه من الوقوع في المشاكل.
سرعان ما التفت والد أمير لتعطّش ولده للقتال خائفاً من انحرافه إلى طريقٍ خطير. لذلك، أرسل ابنه المراهق ليعيش في مدينة أنطاليا التركية.
قال أمير:
“ليس من الصعب في قيرغيزستان أن تجدك المشاكل. لذلك، شاركت في الكثير من النزالات – لدرجة أن والدي قرر إرسالي إلى تركيا”.
من بروس لي إلى الفنون القتالية المختلطة
بعد انتقاله للعيش في تركيا بعيداً عن عائلته وأصدقائه، وجد أمير نفسه يغوص أكثر في الفنون القتالية، وقد ألهمه بعض من نجوم هوليوود.
قال أمير:
“كنت أشاهدهم – تشاك نوريس، بروس لي، جان كلود فان دام. كانت أفلام القتال ممتعة للغاية بالنسبة لي”.
بعد الثانوية، التحق أمير بالجامعة، حيث عمل بجد ليكمل مسيرته في الفنون القتالية.
حتى تلك اللحظة، كان الشاب الواعد الموهوب يتدرّب حصريًا على الفنون القتالية. ولكن بمجرد أن وجد في صفّ المصارعة في نادي الملاكمة الذي يرتاده، أدرك أن الفنون القتالية المختلطة هي حلم حياته.
قال أمير:
“ومن المفارقات، تعرّفت على الفنون القتالية المختلطة لأوّل مرّة في نادي الملاكمة في الجامعة. كان بعض من هؤلاء المقاتلين يستعدون لظهورهم الأول في الفنون القتالية المختلطة في نادي الملاكمة، وقد أقنعوني بتجربتها.
“خضت أول نزالٍ لي في K-1 وعدت للتدرب مع نفس المقاتلين وحضور دروس الجيو جيتسو البرازيلية في أنطاليا أيضًا. ثم، بدأت في المشاركة في بطولات الفنون القتالية المختلطة المحلية للهواةـ وتعرفون الباقية”.
كانت الفنون القتالية أكثر من مجرّد منفذ لعدوانية أمير وطبيعته، فقد ساعدته أيضاً في انتقاله الصعب من قيرغيزستان إلى تركيا.
قال:
“كنت أتحدث التركية بطلاقة قبل الانتقال. ومع ذلك، لم يكن لدي أصدقاء إطلاقا عند وصولي، وكان وقتاً عصيباً بالنسبة لي. ولكن لحسن الحظ، ساعدتني الرياضة في إيجاد بيئة يمكنني من خلالها مقابلة أشخاص آخرين لديهم الاهتمامات ذاتها، وتكوين صداقات”.
مصدر فخر للأتراك
كجميع المقاتلين في بطولة “ون”، يرغب ممثل نادي “أمير” بالحصول على الحزام الذهبي.
ولكن المقاتل البالغ من العمر 28 عاماً لديه مصدر إلهام كبير، ويريد أن يثبت أن المقاتلين الأتراك يمكنهم القتال على الحلبات العالمية إلى جانب أفضل المقاتلين العالميين في “ون”.
قال أمير:
“جلب حزام البطولة إلى تركيا مهماً جدًا بالنسبة لي. هذا مصدر فخر كبير ويحفزني؛ لأنه لا يوجد بطولة فنون قتالية مختلطة في تركيا. كما أوضحت، إذا أصبحت أول مقاتل تركي يفوز بحزام في هذه البطولة، فسأدخل التاريخ”.
يفتخر أمير بأصله التركي، ويستلهم القوة من روحية أجداده، ويرغب في إثبات أنه مقاتل لا يمكن ردعه كما كانوا.
قال:
“نحن أحفاد الإمبراطورية العثمانية والجميع في العالم قد سمعوا عن الإمبراطورية العثمانية. سيطروا على العالم لمدة ستمئة وعشرين عاماً. كان الأتراك محاربين حينئذ ولم يتغير شيء الآن”.
معركة بين أبطال غير مهزومين
قبل أن يعود بحزام بطولة العالم إلى تركيا، ينبغي لأمير أن يهزم الوافد الجديد، أبيفي، في عرض ONE Fight Night 9.
يبدأ السويسري مسيرته في البطولة بسجل نظيف ومعدل إنهاء بنسبة مئة في المئة، ليكون النزال واحداً من أكثر النزالات تشويقاً هذا العام حتى الآن.
يحترم المقاتل التركي مهارات خصمه الجيدة وبنيته الجسدية، مدركًا أن بنية أبيفي النحيلة لا تعني بالضرورة أنه رياضي ضعيف.
قال أمير:
“بنيته الجسدية جيّدة وقوية. إنه يعرف القليل من كل شيء، الضرب، الملاكمة والمصارعة. لقد رأيت شباباً نحيفين للغاية، لكنهم كانوا أقوياء جداً. لقد رأيت العكس أيضاً، الذين لديهم بنية جسدية جيّدة ولكنهم ضعفاء. سنرى داخل القفص”.
إذا حقق أمير فوز آخر في 21 نيسان/أبريل، فسيرفع رصيده القتالي إلى 2- 0 وسيصعد في ترتيبات فئة الوزن الخفيف.
على الرغم من أنه ليس مستعداً لطلب فرصة للقتال على لقب بطولة العالم، إلّا أن التركي الفخور أمير أن كل ما عليه فعله هو الاستمرار في تحقيق الانتصارات، والباقي سيكون أسهل.
قال أمير:
“هدف الجميع هو أن يصبحوا أبطالاً، وآمل، إذا واصلت على هذا المنوال، فلن يكون لديهم خيار سوى إعطائي [فرصة للقتال على] الحزام”.
