نجاح كيريل غريشينكو السريع في فنون القتال المختلطة: “لا تستسلم أبدًا، حتى في وجه المصاعب”
كيريل غريشينكو هو أحد الرياضيين النادرين الذين مثّلوا بيلاروسيا في أعلى مستويات فنون القتال المختلطة، وقد وصل إلى المستوى الأعلى في الرياضة في وقتٍ قياسي.
سرعان ما وصل المقاتل البالغ من العمر 31 عامًا إلى القمة، عندما حصل على فرصة القتال من أجل لقب بطولة “ون” العالمية عن فئة الوزن الثقيل في شباط/فبراير الماضي – بعد 15 شهرًا فقط من ظهوره الاحترافي الأول في فنون القتال المختلطة.
قبل أن يعود للقتال ضد أسطورة الجو جيتسو، ماركوس ألميدا “بوشيشا”، فيONE on Prime Video 1 في 26 آب/أغسطس في ملعب سنغافورة الداخلي، اكتشف كيف قام غريشينكو بتحويل حبّه الدائم للرياضات القتالية إلى مهنة جديدة.
نشأته في أوروبا الشرقية
نشأ غريشينكو مع والديه وشقيقته في بلدة كالينكوفيتشي الصغيرة في منطقة غوميل في بيلاروسيا.
حرص والدا كيريل على الاهتمام به وبأخته، مما سمح للرياضي الشاب بمتابعة شغفه. وبالرغم من أنهما كانا بشغلان وظائف جيدة، إلا أن أسلوب حيات العائلة لم يكن باذخاً.
يقول غريشينكو: “كنا أسرة عادية متوسطة الدخل. كان والدي سائق سيارة إسعاف، وكانت والدتي مسعفة. وأختي أكبر مني بست سنوات.”
“كان والداي محبَّين وداعمَين. ولا يزالان. أنا أحبهما. ويكنني القول أنني عشت طفولة سعيدة”.
اهتم غريشنكو بالرياضة منذ أن اكتشف المصارعة اليونانية الرومانية في سن السابعة.
المفاجئ بالأمر أن حبّه لهذه الرياضة كان نابع من الراحة التي كان يعيشها وليس من رغبة بممارستها، لكن لم يمرّ وقت طويل حتى أعطاها أولوية على الدراسة الأكاديمية.
لم تتقبل والدته هذا القرار في البداية، لكنها دعمت جهود ابنها عندما بدا من الواضح أن لديه مستقبل مشرق في الرياضة.
يوضح غريشينكو:
“أحضروني أصدقائي إلى نادي مصارعة محلّي. كانوا يذهبون إلى هذا نادي لأنه بجوار منازلنا. لم يكن هناك سبب محدد آخر للانضمام إليه – مجرد شيء ممتع يمكنك القيام به في مكان قريب. كنت طفلاً نشيطًا، وأحببته على الفور.”
“على الرغم من دعم والديّ لي، فقد فعلوا ذلك بطريقة مختلفة. شجعتني أمي دائمًا على الدراسة أكثر، ودعم والدي هوسي بالرياضة.”
“عندما تم قبولي في كلية أوليمبيك ريزيرف في سن 15 عامًا، أدركت أمي أن مسار حياتي محدد، ولم يكن لديها خيار سوى أن تكون داعمة.”
الخطوة التي غيّرت حياته
بعد قبول طلبه في “أوليمبيك ريزيرف”، ترك غريشينكو بيته وانتقل إلى العاصمة البيلاروسية مينسك.
حتى ذلك الحين، أحبّ المراهق المصارعة وحقق بعض النجاح، لكنه لم يدرك ما إذا يمكن تحويلها إلى مهنة.
وفجأة، أتيحت له الفرصة للتدرب جنبًا إلى جنب مع كبار المنافسين في بلاده، مما منحه طريقًا واضحًا ومثيرًا.
حيث يتذكر قائلاً: “لم أكن أعتقد أن حياتي ستكون مرتبطة بالرياضة. فكرت في الذهاب إلى مدرسة عسكرية أو الانضمام إلى الشرطة، لكن الالتحاق بهذه الكلية غيّر عالمي.”
ومع ذلك، لم يكن سهلًا عليه التكيّف في البداية.
رغم أن الفرصة التي أتيحت له كانت تحفّزه، والرعاية التي تقدّمها الكلية كانت جيدة، إلّا أن كونه بعيدًا 200 ميل تقريبًا عن منزله في هذه السن المبكرة جعل الأيام الأولى صعبة.
ويقول:
“كان التأقلم مع بيئة جديدة في سن الـ15 عامًا، والابتعاد عن والداي أمرًا صعبًا. كنت ما زلت صغيرًا جدًا.”
“لحسن الحظ، لم أكن مضطرًا للبحث عن وظيفة – لقد وفّروا لي مكانًا في السكن الطلابي بالإضافة إلى الطعام، وقدّم لي والداي بعض المال.”
رجل صنعته الشدائد
كان الابتعاد عن عائلته وأصدقائه في كالينكافيتشي، إحدى العقبات التي كان على غريشنكو تخطّيها. وقد واجه مستوى تدريب ومنافسة مختلفَين.
في الواقع، خاض المراهق بعض النزالات التدريبية التي كان من الممكن أن تجعله يندم على اختياره، ولكن بدلاً من ذلك، استخدمها كسبب للعمل بجدية أكبر والتقدّم.
يقول البيلاروسي: “في أول جلسة تدريبية لي في كلية أوليمبيك ريزيرف، وضعوني مع ابن المدرب، الذي بدأ بتدميري”.
“أتذكر أنه بعد تدريبي الأول، شعرت بالفشل. لقد فعل ما يحلو له بي. لكن ذلك حفّزني على الفور، وأردت أن أصل إلى نفس المستوى بأسرع وقت ممكن”.
لحسن الحظ، تلقّى غريشينكو دعمًا قويًا في ناديه الجديد.
وجد المصارع الشاب نفسه يتدرب جنبًا إلى جنب مع الرياضيين ذوي التفكير المماثل، الذين دفعوه إلى المشاركة في كل شيء، وكان على استعداد لقضاء ساعات طويلة إذا كان ذلك يعني تحقيق أهدافه الصعبة.
يقول المقاتل البالغ من العمر 31 عامًا:
“لقد ألهمني أساتذتي وأصدقائي والطلاب الأعلى مستوى منّي.”
“بدأت أحلم بالألقاب العالمية، أردت أن أصبح بطلاً. كنت متفانيًا للغاية. كنت أول من يأتي وآخر من يغادر التدريب”.
من مصارع إلى محترف في فنون القتال المختلطة
أتى التزام غريشينكو بثماره، وقاده للفوز بالعديد من الألقاب الوطنية والقارية في المصارعة اليونانية الرومانية، ولكن في عام 2019، وصل إلى نهاية طريقه في هذه الرياضة.
كان في أواخر العشرينات من عمره، وكانت المصارعة هي كل ما يعرفه. ولكن مع وجود زوجة وابنة رضيعة، احتاج البيلاروسي إلى مسعى جديد يمكنه استخدام مهاراته الحالية فيه.
في النهاية، كانت فنون القتال المختلطة هي الخيار الذي توصّل إليه.
يقول غريشينكو:
“كنت مشغولاً للغاية بالمصارعة اليونانية الرومانية، لكنني كنت أعرف فنون القتال المختلطة. لقد تابعت على وسائل التواصل الاجتماعي بعض اللاعبين الذين مارسوا الملاكمة وفنون القتال المختلطة.”
“مدربهم، كونستانتين ميخائيلوفيتش ماخانكوف، علم بأمري. كان مدربًا متعدد المواهب ويتمتع بخبرة كبيرة في فنون القتال المختلطة والكيك بوكسينغ. وعندما كان ملاكماً، كان شريك غينادي غولوفكين في التدريب. لفد أقنعني بأن قاعدة مهاراتي الجيّدة في الملاكمة تسمح لي بالانتقال إلى فنون القتال المختلطة في سن الـ28”.
على الرغم من اختلاف فنون القتال المختلطة عن ما تعوّد عليه، وتضمّنها العديد من الجوانب الجديدة التي عليه تعلّمها، إلا أن تفاني غريشينكو في العمل جعله يتعلّم بسرعة، وسرعان ما تعلّم “السترايكنغ” والمصارعة على أرض الحلبة.
في عام 2020، ظهر لأول مرة على المستوى الاحترافي. وبحلول عام 2021، كان قد وقّع للمنافسة على المستوى العالمي، حيث حصل على لقب عالمي بعد انتصارات رائعة متتالية.
لم يتأثر غريشنكو بهزيمته أمام النجم الروسي، أناتولي ماليخين، عندما تواجها من أجل حزام فئة الوزن الثقيل في وقت سابق من هذا العام. لن يتخلّى البيلاروسي أبدًا عن سعيه إلى الصدارة، وهذه هي النصيحة التي يقدّمها لأي شخص شهد صعوده السريع.
يضيف غريشينكو:
“يجب ألا تستسلم أبدًا، حتى في وجه المصاعب. إبذل قصارى جهدك، إنهض، وحاول أن تحقق أهدافك.”
“أنظر إليَّ. من كان يظن أن بعد عام ونصف فقط في فنون القتال المختلطة، سأُقاتل من أجل الحزام؟”