من المصارعة إلى فنون القتال المختلطة: كيف وصل النجم الإيراني أمير علي أكبري إلى العالمية
مع وجود ملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي وقاعدة جماهيرية ضخمة، أصبح أمير علي أكبري بالفعل رمزًا في وطنه إيران.
الآن، يسعى لتحقيق النجومية الدولية في بطولة “ون”.
ستأتي الخطوة التالية عندما يعود علي أكبري في نزال بالفنون القتالية المختلطة للوزن الثقيل، ضد المنافس السابق على اللقب العالمي، ماورو شيريلّي، ضمن بطاقة Prime Video 1: Moraes vs.Johnson II يوم الجمعة، 26 آب/أغسطس.
يعلم أن النصر ضروري بعد سلسلة الهزائم الوحيدة في مسيرته الاحترافية، لكنه متحمس أيضًا لظهوره الأول في وقت الذروة في أميركا الشمالية.
قبل أن يتواجه اللاعب البالغ من العمر 34 عامًا ضد شيريلّي في ملعب سنغافورة الداخلي، اكتشف كيف نجح في الانتقال من ريف إيران إلى التنافس ضد كبار الشخصيات في أكبر منظمة فنون قتالية في العالم.
بداية حياته في الرّيف
على الرغم من أن علي اكبري يقيم الآن في عاصمة مزدحمة يبلغ عدد سكانها حوالي 9 ملايين نسمة، فقد أمضى أيامه الأولى في جزء أصغر بكثير من بلاده.
يقول علي اكبري: “لقد ولدت في مقاطعة أذربيجان الشرقية لكني أعيش اليوم في طهران.”
كان للّاعب في فئة الوزن الثقيل نشأة متواضعة في المنطقة الحدودية بين أذربيجان وأرمينيا، حيث نشأ مع والده ووالدته وخمسة إخوته.
يقول: “لدي أخ وأربع أخوات. كان أبي وأمي يعملان في مزرعة، لكنهما توقفا عن العمل منذ فترة طويلة، والآن يعيشان أيضًا في طهران”.
دخول الرياضة الوطنية
بالنسبة إلى الشاب الإيراني، كانت ألعاب القوى دائمًا عاملاً رئيسيًا في حياته – وخاصة ًهواية المصارعة الشعبية.
مع الكثير من الهيبة المرتبطة بها، يتدفق الكثير من الشباب إلى هذه الرياضة، وكان علي أكبري يتبع خطى أخيه.
يقول ممثل فريق “AAA” :”بدأت ممارسة المصارعة عندما كان عمري 10 سنوات. كان أخي الأكبر مصارعًا. شجعني وعرّفني على عالم المصارعة.”
“في عائلتي، كان أخي الوحيد الذي اعتاد ممارسة هذه الرياضة. لكن المصارعة هي الرياضة الأكثر أهمية في إيران، ومن الطبيعي أن يكون هناك مصارعان أو ثلاثة في كل أسرة”.
إلى جانب كونه قدوة، كان الأخ الأكبر لعلي أكبري مصدرًا رئيسيًا لتحفيزه ودعمه وهو يمضي قدمًا في مساعيه الجديدة.
وأضاف قائلًا:
“لأنني أحببت هذه الرياضة، كان أخي يشجعني دائمًا على التدريب وتحسين مهاراتي.”
طريقه إلى بطولة العالم
بالنظر إلى الشعبية الهائلة للمصارعة في إيران، فإن مستوى المنافسة مرتفع للغاية، وعدد قليل جدًا من الرياضيين يصلون إلى القمة. ومع ذلك، سرعان ما لمعت موهبة علي أكبري النادرة بين المنافسين.
وإدراكًا منه لهدا الأمر، ألزم نفسه بالتدريب وركّز على تكوين مسيرة لنفسه في الحلبة.
يتذكر قائلاً: “بعد التدرب لبعض الوقت، شعرت أن لدي ما يلزم لأكون ناجحًا. لذلك، قررت أن آخذ الأمر على محمل الجد.”
من هناك، بدأ علي أكبري في النجاح على الحلبة الوطنية، حيث تنافس في الدوري الإيراني الممتاز للمصارعة من في عامَي 2007 و2008.
ثم في عام 2009، فاز بميدالية ذهبية في المصارعة اليونانية الرومانية في بطولة آسيا.
وفي عام 2010، عزز مكانته كأفضل لاعب في رياضته بإحرازه الميدالية الذهبية في بطولة العالم في روسيا.
الانتقال إلى فنون القتال المختلط
بعد استمراره في حصد الأوسمة، ترك علي أكبري المصارعة في عام 2014 وفكّر في التقاعد من مهنته كرياضي محترف.
ومع ذلك، هناك شيء آخر أثار اهتمامه.
عندما رأى العديد من الأبطال الناجحين، القادمون من خلفية في المصارعة، في رياضة الفنون القتالية المختلطة، قرر الإيراني أن يجرّب حظّه فيها.
ويقول: “واجهت بعض المشاكل في المصارعة، لذا توقفت عن التدرب. منذ أن أحببت فنون القتال المختلطة، وجّهت نفسي نحوها.”
انتقل علي أكبري باندفاع جديد إلى تايلاندا وبدأ التدريب مجددًا وغطى جميع جوانب القتال، وبعد عامٍ واحد، أصبح مستعدًا للقتال والمنافسة بشكلٍ احترافي.
بصفته أكبر نجم مصارعة إيراني يقوم بالانتقال، نال اهتمامًا كبير في أوّل ظهور له في فنون قتال مختلطة لفئة الوزن الثقيل – وقد اثبت جدارته فعلًا وفاز بقرارٍ من الحكم في الثانية 17.
لعب المقاتل البالغ من العمر 34 عامًا في بطاقات مهمة في دول حول العالم – بما في ذلك اليابان وروسيا – وحقق رقماً قياسياً ( 10-1)، على الرغم من مواجهة منافسين أكثر خبرة.
أكسبه ذلك عقدًا مع بطولة “ون”، وبينما سجّل علي أكبري خسارتين لم تكنا في الحسبان، من المُتوقّع أن يقلب الطاولة في نزاله ضد سيريلي ويقدّم كل قوته في البطولة.
وأضاف قائلًا:
“حاولت حل المشاكل التي عانيت منها مؤخرًا، وأنا في حالة أفضل بكثير ومستعد للعودة. أعتقد أن العراك سيكون ممتع. خصمي مقاتل قوي، وسأحاول تقديم كل ما لدي. أعد الجميع بعراك مليء بالحماس.”