كيف وصل محمد عبد القديروف إلى فرصة القتال على بطولة العالم بسبب هوسه بالمصارعة
يستعد عبد القديروف إلى خوض النزال الذي يعتبر من أعظم الفرص التي قد تجعله نجماً عالمياً، وذلك في عرضٍ سيبث في أكثر من 190 دولة حول العالم.
بينما يتحضّر للعرض، تحدث المنافس على اللقب العالمي مع موقع ONEFC.com عن رحلته الطويلة في الفنون القتالية.
“طفولة صعبة” في داغستان
ينحدر عبد القديروف من منطقة داغستان في روسيا – وهي أرض حاضنة لنخبة المقاتلين في الرياضة.
يقول الداغستاني أن القتال والفنون القتالية كانت جزءًا طبيعياً من نشأته:
“لقد نشأت في مدينة مَخَاتْشْكَالا في داغستان. كالعديد من الأولاد حولي، عشت طفولة صعبة. في مدينتنا، يجب أن تكون قادراً على الدفاع عن نفسك، وأن يكون لديك المهارات الأساسية في الفنون القتالية. لن أقول إن مخاتشكالا مدينة إجرامية، ولكن في شبابي، كان هناك نزالات في الشوارع.”
بدأ الشاب تدريبه الرسمي في المصارعة الحرة، الذي كان أساساً لمهاراته العالية اليوم في الإسقاط ووضعيات الخنق.
بعدها، دعّم مهاراته في المصارعة بالجوجيتسو، وسرعان ما أدرك أنه وجد ما يبحث عنه:
“لقد صادف أن تعرّف أصدقائي وزملائي على الجوجيتسو والمصارعة في الوقت ذاته. حينها التحقوا بمدارس الفنون القتالية، ووضعوا كل طاقتهم في هذه الرياضة. والآن، بعد 10 إلى 15 عاماً، حصلوا على أحزمة سوداء، وحققوا نتائج عظيمة.”
شغف جديد
سرعان ما تعلق عبد القديروف بالمصارعة، وكان مهووساً بتعلم كيفية السيطرة على خصمه وإخضاعه على أرضية الحلبة.
في الواقع، لقد كان مهووساً جداً لدرجة أنه هرب من منزله ذات مرّة للالتحاق بصف تدريب، ويتذكر بوضوح الحادثة التي أقلقت أمه المسكينة:
“لا تزال أمي تتذكر قصة حبسها لي في المنزل وأنا نائم عندما كانت صغيراً. كنت قد خططت مع أصدقائي للذهاب إلى التدريب، وعندما استيقظت بعد الظهر، أدركت أنني محبوس. كنا نعيش في الطابق الأول حينئذ، وقررت القفز من حافة النافذة والذهاب إلى النادي”.
“عندما عادت أمي إلى المنزل، لم تجدني وكانت خائفة جداً. فبدأت تبحث عني، واتصلت بالأقرباء، المستشفيات، والشرطة. كان هذا حماسي للرياضة! وبعد هذه الحادثة، لم تحبسني مجدداً في المنزل”.
تكريس حياته للرياضة
استمر هوس عبد القديروف بالمصارعة حتى بعد أن كبر.
عندما كان شاباً، التحق وتخرّج من الجامعة، لكنه لم يأخذ أي استراحة من التدريب. هذا الإصرار على هدفه، كما يقول، جعل منه المصارع المتخصص بالإخضاع، الذي هو عليه اليوم:
“درست العلوم البيئية في جامعة داغستان الحكومية. ولكن حتى خلال دراستي، كنت أركز أكثر على الرياضة، وغالباً ما كنت أذهب إلى النزالات. ولو لم أكن رياضياً، لكنت على الأرجح انخرطت في الأعمال التجارية.”
نظراً لالتزامه في الجوجيتسو والمصارعة، فليس من الغريب أن يثبت عبد القديروف نفسه بهذه السرعة باعتباره واحداً من المقاتلين الأرضيين الأكثر موهبة في أوروبا.
فاز في العديد من البطولات المصارعة في الاتحاد العالمي لمصارعة الهواة، وفي عام 2015، فاز في التجارب الأوروبية لبطولة نادي أبوظبي للقتال ليصحل على فرصة للقتال في البطولة العالمية لاحقاً.
بالعودة إلى كل ذلك، فإن حامل الحزام الأسود في الجوجيتسو البرازيلية لم يكن ليغير شيئاً في المسيرة التي اختراها:
“لست نادماً على أن حياتي لا تنفصل عن الرياضة، إذ إنها حيث سكنت روحي، وتعرفت أيضاً الكثير من الأصدقاء هنا، الذين اعتبرهم الآن مثل إخوتي.”
تحفيز العائلة
في مسيرته المهنية، وجد عبد القديروف الإلهام والدوافع من أقرب المقربين إليه، وأوّلهم والده.
يقول الرياضي الداغستاني أن والده كان عاملاً أساسياً جعله المصارع المحترف الذي هو عليه الآن:
“كان والدي الراحل أكبر داعم لي. توفي في عام 2020. لقد شاهد كل معاركي، وظل مطلعاً على خططي ورحلاتي وأهدافي”.
“كان اهتمامه ودعمه يحفزانني دائماً. لقد حاربت وثابرت؛ لأنني أردت أن أثبت أنني قادرة على الفوز في المستويات العليا. أعتقد أنه كان فخوراً بي.”
على الرغم من أن والده لن يكون موجوداً لرؤية ابنه لأول مرة في أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم الشهر المقبل، فإن لدى عبد القديروف الآن عائلة تلهمه للسعي إلى العظمى كل يوم.
أضاف، باعتباره زوج وأب لولدين:
“الآن أصبح أفراد عائلتي هم دافعي. أحاول أن أعلم ابني حبّ الرياضة، لأكون مثله الأعلى.”
