أسامة المروعي يأمل بأن يلهم مقاتلي الشرق الأوسط عبر الفوز بحزام في “ون”
منذ ما يزيد قليلاً عن عام، يحمل أسامة المروعي الحزام الأسود في الجيو جيتسو البرازيلية. ومع ذلك، فهو أحد أبرز اللاعبين في العالم، ومن المنتظر أن يطلق مسيرته في بطولة “ون” بقوة.
في عرض ONE Fight Night 10: Johnson vs. Moraes III، سينافس لاعب الجيو جيتسو اليمني بطل العالم في مصارعة الإخضاع لوزن الذبابة ميكي موسوميشي على لقبه العالمي.
وفي حين يستعد المروعي لنزاله المرتقب ضد موسوميشي في “فيرست بنك سنتر” بمدينة برومفيلد في ولاية كولورادو، نلقي نظرة على رحلة النجم اليمني إلى قمة عالم الإخضاع وتمثيل الشرق الأوسط على الساحة العالمية.
مقاتل خُلق للنجاح
وُلد المروعي لوالدين يمنيين ونشأ في السعودية حيث كان ي ركّز وينجح في دراسته.
بعدما لمع كتلميذ في المدرسة، حصل على البكالوريوس في الهندسة الصناعية والماجستير في الإدارة الهندسية، بالتوازي مع تدريبات الجيو جيتسو.
يشرح المروعي بأنّه استفاد من الانضباط الذي اكتسبه على المقاعد الدراسية للنجاح خلال مسيرته في الجيو جيتسو، التي بدورها ساهمت بنجاحه في الدراسة.
وقال المروعي:
“كان والداي صارمين جداً بما يتعلق بالدراسة. كانا يريدان مني أن أحقق علامات جيدة جداً طوال الوقت. كنت أدخل في عراك هنا أو هناك، ولكنني لم أقع في مشاكل كبيرة. كنت طالباً ممتازاً. كنت جيّد جداً في المدرسة.
“أعتقد أنّ هذا ساعدني كثيراً بما يخصّ الانضباط في الجيو جيتسو لأنني كنت منضبطاً جداً في المدرسة. والعكس صحيح، الجيو جيتسو ساعدني كثيراً في المدرسة والحصول على شهادة في الهندسة لأنني كنت أحاول أن أنتهي من واجباتي المدرسية كي أتمكّن من التدرّب. في عطلة نهاية الأسبوع، كنت أدرس وأحاول أن أنتهي من فروضي المدرسية لكي أتمكّن من التدرّب خلال الأسبوع”.
وفيما طالبه والداه بالتفوّق الدراسي، إلا أنهما لم يتجاهلا شغفه بالفنون القتالية.
المروعي اكتشف الجيو جيتسو خلال سنوات المراهقة حينما سار على خطى شقيقه الأكبر. فوراً، دعم والداه طموحه، لمعرفتهما بأن ابنهما يمتلك الانضباط والدافع لتحقيق نجاح في الرياضة يحاكي نجاحه الأكاديمي.
وقال:
“لم يكُن لوالديّ أي مشكلة بأن أمارس الفنون القتالية. والدي كان داعماً جداً. والدتي توفيت عام 2015. كانت مصابة بسرطان البنكرياس ولكنها كانت داعمة أيضاً. والدي فخور جداً بي. يراسلني بشكل دائم. هو متحمّس جداً للنزال القادم”.
كيف وجد نفسه في “آتوس”
خلال دراسته الجامعية، خاض المروعي نزالات في الشرق الأوسط، وتدرّج في الأحزمة من الحزام الأزرق فالحزام البنفسجي إلى أن حصل على الحزام البني.
وعندما انتقل إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسته الجامعية، بدأ المروعي يتمرّن الجيو جيتسو بجدية أكبر. وفي نهاية المطاف، انضم إلى أكاديمية “آتوس” للجيو جيتسو البرازيلية بمدينة سان دييغو في كاليفورنيا، حيث أشرف على تدريبه أسطورة الجيو جيتسو البرازيلية أندريه غالفاو، إلى جانب مقاتلين عالميين مثل تاي روتولو وبطل العالم في مصارعة الإخضاع للوزن الخفيف كايد روتولو.
وينظر اليمني، البالغ من العمر 30 عاماً، إلى تلك المرحلة المفصلية من مسيرته الرياضية على أنها البادرة الأولى لصعوده نحو النجومية في الفنون القتالية.
وقال المروعي:
“في الواقع وبصراحة، لم تكُن لدي أحلاماً كبيرة في الأحزمة الملوّنة. كنت أرغب في المنافسة فقط. وبعد ذلك، كحامل للحزام البني، بدأت آخذ تدريباتي على محمل الجدّ لأنني كنت أتدرّب في أفضل أكاديمية.
“خضت أول معسكر تدريبي في آتوس عام 2019. كان معسكراً قاسياً للغاية. سألت نفسي: ‘لم لا أفوز ببطولة العالم إذا كنت أتدرّب مع الأفضل؟ الأمر لن يكون أصعب من هذا’. كنت أقول لنفسي إنني لن أواجه شيئاً أصعب من التدرّب في آتوس”.
وسرعان ما حقّق اللاعب اليمني نجاحات عديدة بالحزام البني، فأحرز الميدالية الذهبية في بطولة العالم في الجيو جيتسو البرازيلية (نو-جي) التي ينظمها اتحاد البرازيلي الدولي للجيو جيتسو، قبل أن يمنحه غالفاو الحزام الأسود في بداية عام 2022.
ولكن النجاح قد يكون سلاح ذو حدين. انتصاراته رفعت من مقدار التوقعات الملقاة على عاتقه، وكلما لم يرقَ إلى مستوى التوقعات، بدأ يشك بقدراته.
بعد تعرضه إلى هزائم، عاد المروعي إلى نغمة الفوز بمساعدة زملائه في “آتوس”، الذين شجّعوه على الاستمرار في التدرّب بجدية كي يحقق أهدافه.
وقال المروعي:
“أتذكّر بطولة العالم (جي) للاتحاد البرازيلي الدولي للجيو جيتسو. أعتقد أنني أحرزت المركز الثالث بعد فوزي ببطولة العالم (نو-جي) بحزام بني. وكان الأمر صعباً لأنني كنت اف القمة. كيف خسرت؟ وهذا ما يجعل “آتوس” نادياً عظيماً. هناك أشخاص مروا بتجارب مماثلة.
“لدينا الفائز بطولة نادي أبوظبي للقتال كانيان، والأخوين روتولو، والبروفيسور غالفاو. لدينا مقاتلين من أعلى المستويات، وعندما تتحدث معهم، يقولون لك: ‘هذا طبيعي لأي رياضي. تصعد وتهبط دائماً، فابذل كل ما بوسعك’. تغلبت على الأمر واستمريت في المنافسة بحزامي الأسود”.
حمل توقعات منطقة كاملة على كتفيه
بعدما حصل على الحزام الأسود العام الماضي، انطلقت مسيرة المروعي الاحترافية، ليحقق الميدالية الذهبية في بطولات من تنظيم الاتحاد البرازيلي الدولي للجيو جيتسو، بما فيها بطولة العالم (جي) للاتحاد البرازيلي الدولي للجيو جيتسو، حيث أصبح أول بطل عالم حاصل على الحزام الأسود من الشرق الأوسط في تاريخ البطولة.
في غضون أشهر، بنى اللاعب اليمني على سمعةً لنفسه كواحد من أفضل المنافسين في الجيو جيتسو (نو-جي) في مختلف الأوزان حول العالم. كما أنه جذب الأنظار في الشرق الأوسط حيث اكتسب شعبيةً بين جمهور القتال الأرضي في المنطقة.
تحدث المروعي عن الضغط والفخر اللذين يأتيا مع تمثيل الشرق الأوسط في الجيو جيتسو، قائلاً:
“إنه ضغط كبير لأنني اللاعب الوحيدالذي يحمل الحزام الأسود ويمثل الشرق الأوسط على أعلى مستوى. لكنني أيضاً فخور جداً بذلك. إنه يحفزني كل يوم، خاصةً عندما أرى الرسائل.
“بعض الناس يرسلونني ويعرضون صور أولادهم وهُم يمارسون الجيو جيتسو ويقولون: ‘ابني يمارس الجيو جيتسو. أنا من اليمن’ أو ‘أنا من السعودية’ أو “أنا من الإمارات’. وهذا أمر محفّز وملهم للغاية”.
المروعي نجم فنون قتالية حقيقي، فهو متواضع للغاية. يقول إنه تفاجأ بالدعم الكبير الذي يحصل عليه من الشرق الأوسط، عندما أصبح بطل عالم وبعدما أُعلن عن مواجهته القادمة ضد موسوميشي.
يمتلك المروعي، الذي يدرك أنه أصبح ملهماً لرياضيين آخرين في القتال الأرضي من المنطقة، حافزاً كبيراً من أجل الاستمرار في سلسلة الانتصارات التي حققها على أعلى المستويات.
وقال:
“لم أكُن أعلم أنني ألهم الآخرين لأنني ركّزت على التدرّب والمنافسة. أحب جداً أنه لدي دعم كبير في المنطقة. وعندما تم الإعلان عن النزال، تلقيت دعماً جنونياً من الشرق الأوسط، حيث راسلوني وذكروني في صورهم.
“خلال كل المصاعب، ما يحفّزني الآن هو معرفة أن الكثير من الناس في وطني، في الشرق الأوسط، يتطلعون إليّ. لذلك يجب أن أكون مثالاً في عدم الاستسلام”.
الاستعداد لأكبر نزال في حياته
فجر 6 أيار/مايو، يخوض المروعي نزاله الأول في بطولة “ون”. في أكبر فرصة تُتاح للاعب اليمني خلال مسيرته الاحترافية، سيسجّل المروعي ظهوره الأول تحت راية المنظمة في أول عرض تقيمه على الأراضي الأميركية.
لم يكُن ممثل نادي “آتوس” ليتخيّل سيناريو لنزاله الأول مع المنظمة أفضل من مواجهة بطل العالم في مصارعة الإخضاع لوزن الذبابة موسوميشي في عرض لا يُنسى.
وقال:
“أنا فخور جداً بأن أكون جزءاً من تاريخ بطولة ‘ون’ لأنها لحظة تاريخية. سأشارك في أول عرض للمنظمة في الولايات المتحدة، وأخوض نزالاً ضمن البطاقة الرئيسية على بطولة عالمية. لا يمكن أن يكون الأمر أفضل من ذلك”.
بغض النظر عن الإثارة، فإنّ اللاعب اليمني سيواجه تحدياً صعباً عندما يصطدم بالمقاتل الأميركي موسوميشي، المُلقّب بـ”دارث ريغوني”. ويعتبر كثيرون الأخير أفضل مقاتل في مصارعة الإخضاع في العالم.
يرحّب المروعي بالتحدي، وهو يستعد للنزال بأقصى قدر من العناية والاهتمام ليثبت أنه من الأفضل في مجاله على صعيد العالم.
وتحدث المروعي عما تعنيه مواجهته مع موسوميشي على بطولة العالم بالنسبة له، قائلاً:
“إنه لشرف حقاً أن أواجهه. هذه فرصة كبيرة جداً بالنسبة لي كي أعرض مهاراتي، وأنا متحمّس جداً”.